الأحد، يناير 23، 2011

المواقف السوداء في رحلة تونس الخضراء .... الحلقة الأولى

اليوم أحكي لكم كيف يكون الامل قطرة ماء تروي صبارة عطشى
بل سأحكي لكم كيف تكون نقطة الماء هي الأمل الذي تعيش لأجله الصبارة
ولكي لا اتعب نفسي لن ابحث في أيهما أوقع وأيهما أصح
المهم عندي أن نقطة الماء التي سقط نداها على قلبي كانت جائزة مصطفى عزوز التي حصلت عليها في يوليو الماضي
عندما دق جرس هاتفي المحمول وسمعت صوتا نسائيا يتحدث بلغة غير مفهومة عندي احسست بالامر
لم أفهم من كل ما قالته سوى ثلاث جمل الاولى هي اسمي والثانية هي اسم الجائزة وكان علي أناأن أربط مابين الجملتان وأحشو بينهما موضوعا بأكمله مستعينة ببعض الكلمات التي فهمتها منها.
كنت قد مللت رتابة الحياة ومللت استجداء الظل والمطر . ولكن السيدة التي هاتفتني لم تترك لي الفرصة لتذوق طعم الفرحة على مهل فقد هاتفتني يوم السبت وأبلغتني بكلمات مقتضبة وبلغة تسعة أعشارها فرنسية والعشر الأخر لا أفقه معناه فأنالم أفهم منها أن علي أن أراجع السفارة يوم الإثنين حيث أن السفارة في عطلة يوم السبت والاحد، أبلغتني بهذا دون أن ترد على سؤال واحد مما سألته لها كنت أسألها سؤالا فترد علي بإجابة لا علاقة لها بالسؤال ثم قبل أن أسمع كلمة يعايشك ثم تغلق الخط وعلمت بأن لغة التفاهم بيننا ستظل مفقودة فهي لا تجيد الإنجليزية وأنا لا أجيد الفرنسية. أقنعت نفسي اخيرا بأني كاتبة ومؤلفة وعلي إذن أن أؤلف من كلمات قليلة إجابات لأسئلة تدور في ذهني.
يوم الاحد هاتفتني خمس مرات في المرة الأولى قالت كلاما كثيرا وبعد مشقة فهمت كلمة فاكس ودعوة ثم يعايشك وأغلقت الخط .. وفهمت أنها تريد رقم فاكس ترسل لي الدعوة عليه
والمرة الثانية قالت أشياء فهمت منها أن رقم الفاكس خاطئ قبل ا تقول يعايشك وتغلق الخط.
والمرة الثالثة س أرقام فمعت منها كلمات :( رقم فارسي وكلمةأرقام انجلش وأرقام غير مفهومة)ثم كلمة يعايشك وأغلقت الخط. وخمنت أن هاتفها لا يقبل الأرقام العربية فأرسلت لها الرقم على البريد الالكتروني بالعربية والانجليزية
المرة الرابعة قالت لي أنها قد أرسلت الفاكس وقلت لها بأنه لم يصلني وقالت يعايشك وأغلقت الخط. ثم اتصلت مرة أخرى وقالت غدا نعاودك يعايشك وأغلقت الخط وهذا يعني ـ على ما ظننت ـ أنها ستهاتفني عي الغد
وفي يوم الإثنين المزعوم ( تذكروا أن حفل توزيع الجوائز سوف يكون الثلاثاء)
ذهبت للسفارة صباحا ولم أتسلم التأشيرة إلا بعد أن تحدثت الشئون الثقافية من وزارة الخارجية بالسفير التونسي وطلبت منحي التأشيرة فورا وفد تم هذا الساعة الرابعة مساءا. خلال هذه الفترة كانت السيدة سعاد (تعاود تهاتفني) كل ساعة وقد أخذت أنا الأمر بروح الفكاهة فكنت أسبقها وأقول لها يعايشك وانا لم افهم من كلامها شيئ والغريب أني أثناء تواجدي بالسفارة اعطيت السماعة لأحد الإخوة التوانسه الذين يعيشون في مصر وطلبت منه أن يترجم لي ما تقول ولكنه أعاد لي السماعة وقال أنها تتحدث لغة لا يعرفها.... تصوروا!! إذن المشكلة ليست عندي
هل تصدقوا أني كان يمكن أن يفوتني السفر لولا مكالمة الأستاذ مصطفي عبد الله لي والذي أنقذني من حيرتي عندما قال لي اطلبي منها ان تحدثك بالعربية الفصحى
وفي تمام الساعة الرابعة هاتفتني وكان الحوار بيننا كالآتي:
أنا: هل يمكن ان نتحدث بالعربية الفصحى؟
هي: وي
أنا: كيف احصل على التذكرة؟ ومتى أسافر
هي : سأرسل لك التذكرة على الإميل وستسافرين الليلة يجب ان تكوني في المطار الساعة الثامنة بتوقيت القاهرة
تصوروا
الثامنة والساعة كانت الرابعة ومالا تعرفونه اني أسكن في المنصورة ولكي أذهب للبيت أغير ملابسي فقط دون أن أعد حقيبة سفر يجب أن أن أستغرق ساعتين ونصف على الأقل ذهابا ومثلهم ايابا ولا وقت لشراء حقيبة سفر بل ما الداعي لها ما الذي سأضعه بها؟
وكان القرار أن أسافر لأتسلم الجائزة بملابسي التي هي كالآتي: جاكيت وبنطلون جينز وحذاء كوتشي رياضي .... تصوروا سأصعد على المسرح كاجوال
ولكني فوجئت بأصدقائء وقد شكلوا فريقا غير متفق عليه ووجدت من يوفر لي :
ـ كاميرا ديجيتال
ـ كمبيوتر نوت بوك
ـ طقم سواريه
ـ حقيبة سفر
ـ من يحول لي نقود إلى يورو
ـ يطبع لي التذكرة
ـ يوصلني إلى المطار
والباقي بالطبع سأشتريه من تونس الخضراء

ليست هناك تعليقات: