ـ لا لا متخافيش احنا عشان صغيرين منزلناش المية ... كنا قاعدين على البر بنصطاد، والدليل على كده السمك اللي جبتهولك ده عشان تشويه.. أنا كنت عامل سنارة طويلة قوي عشان مقعش في المية
ـ حتى لو واحد من اصحابي هزر معايا ورماني في النيل زي ما بتقولي كان حد من قرايبي هينقذني
ـ كل اللي بتقولي عليهم دون ما كانوش من بلدنا .. محدش غرق من بلدنا قبل كده في المكان ده خالص .. بس بيقولوا ان البلد اللي قدامنا كل سنة يغرق منها واحد او اتنين في شم النسيم
ـ هما بيعرفوا يسبحوا بس محدش عارف ليه بييجوا في نص النيل ويغرقوا... بيقواوا إن فيه هناك جنية بتغرق الناس.. الكلام ده صحيح يا ماما
ـ أمال ليه بيغرقوا وهما متعلمين السباحة؟
ـ فعلا ممكن يكون تعب فجأة .. لأن اللي غرق كان قرب يوصل لبلدنا... وكان بيتسابق هو وصاحبه على اللي يعدي قبل التاني لحد عندنا
ـ موش عارف إيه اللي وقفه ، أنا كنت شايفه وهو بيعوم وبعدين فجاة غطس في المية وقب وقعد ينادي : يا علي .. يا علي
ـ معرفش مين علي.. لكن فيه واحد كان بتتبع مصدر الصوت وفجأة لما اتوقف الصوت رجع ومعرفش يعمل حاجة
ـ وهو آخر مرة قب فيها قام متكلمش .. بص حواليه في كل مكان براسه وهو ساكت خالص .. وقف كده يا ماما كأنه بيلف راسه في كل مكان وبعدين نزل ومطلعش
ـ طيب انتي بتعيطي ليه؟ إنتي خايفة عليا ؟
ـ أوعدك يا ماما لما أكبر موش هسمع كلام أي حد من اصحابي وانزل معاه المية
ـ لا محدش لحقه .. بس الصيادين ربطوا شباكهم كلها ورموها كثير ومعرفوش يطلعوه هما والغواصين.. أنا قعدت اتابع الموقف أنا واصحابي أربع ساعات وبعدين جيت
ـ زمان مامته بتعيط موش كده يا ماما
ـ ايوة لقوه .. الميس في المدرسة قالتلنا انه كان جارهم وإن علي اللي كان بينده عليه جاتله صدمة ودخل المستشفى في حالة غيبوة
ـ موش عارف بس ممكن يكون لأنه معرفش ينقذ صاحبه ولأنه كان بيتسابق معاه على مين يوصل الشط بتاعنا الأول فحس بالذنب
ـ أنا لغاية دلوقتي محتار زيك ... يا ترى لما قام آخر مرة وبص حواليه وهو ساكت ...كان يئس زي ما بتقولي ولا كان مندهش بس ولا مصدوم
ـ ممكن يكون فعلا فقد الأمل ويئس واستسلم لحقيقة إنه هيموت .. بس تعرفي يا ماما ... وهو بينده بصوت عالي على صاحبه علي كان نفسه يعيش
ـ ماما ... ماما .. مالك ؟ وشك أصفر كده ليه ؟ تيته .. الحقيني ماما وقعت على الأرض